كلمات السر أو كلمات المرور من المؤكد أنك سمعت هذا الإسم من قبل فمثلما يتربص الذئب بالشاة، يترصد المخترقون (هاكرز) للمستخدمين غير المنتبهين، في سباق محموم لإساءة استغلال حسن ظن المستخدمين حسني النية، فتارة يزرعون برامج خبيثة تسجل كل ما يكتبه المستخدم على لوحة المفاتيح، وتارة يرسلون رسائل بريدية كاذبة تطلب من المستخدم أن يكتب كلمات السر أو كلمات المرور الخاصة به، أو يلجؤون لمحاولة تحزير وتوقع كلمات السر أو كلمات المرور التي يمكن أن يستخدمها الناس العاديون. قد لا يمكن منع الاختراق والسرقة والقرصنة كليا، لكن يمكننا حتما أن نجعلها أمرا شاقا وصعبا.
غني عن البيان أهمية تثبيت برنامج مكافحة الفيروسات،
مثل أفاست AVAST المجاني والذي سيتولى التحذير عن دخول مواقع انترنت تحوي برامج خبيثة تستغل أي ثغرات أمنية في برنامج تصفح انترنت الذي تستخدمه، هذه المواقع الخبيثة إن لم تضرك بشيء، يمكنها أن تراقبك وتراقب ما تفعله وأين تذهب وماذا تكتب، ولذا فخط الدفاع الأول يبقى الاعتماد على برنامج حماية قوي. بدأت البنوك العربية تطبق خدمات المعاملات البنكية عبر انترنت، ولتضمن هذه البنوك عدم سرقة الحسابات وانتحال الشخصيات، فهي تطلب معلومات فريدة لا يعرفها إلا الشخص نفسه، مثل رقم جواله واسم والدته والساعة التي ولد فيها. مع انتشار المواقع الاجتماعية، ومسارعة الناس للمشاركة – طواعية – بالمزيد من المعلومات الشخصية عنهم، الأمر الذي سهل مهمة أي مخترق أو هاكر، ولذا فمن الأهمية بمكان ألا يتطوع المرء منا ويكشف عن معلومات شخصية خاصة يتم استخدامها في تأكيد حساباته، والحيطة والحذر لا تضر صاحبها.
أما أهم النصائح وأكثرها فائدة فهي عدم استخدام كلمة سر واحدة لكل المواقع
وهي نصيحة صعبة التنفيذ وثقيلة على النفس والعقل، فمخ الانسان يميل للنسيان، ومن يستطيع تذكر أكثر من 3 أو ربما 4 كلمات السر أو كلمات المرور مركبة؟ بلا شك، كلمة المرور لحساب البريد الإلكتروني، ولحسابك على شركة الاستضافة، ولحسابك في البنك، كل هذه تستدعي أن تكون كل منها كلمة مرور معقدة. على الجهة الأخرى، استعمال كلمة مرور واحدة ومتكررة أمر غير عملي، ولن تستطيع الاستمرار عليه، فمثلا أعلن موقع لينكدان للسير الذاتية أن أكثر من 6.5 مليون كلمة مرور قد تمت سرقتها من الموقع بواسطة مخترقين في روسيا.
لكن كيف تختار كلمة مرور يصعب كسرها؟
بسبب هؤلاء المخترقين، ينصح خبراء الحماية بعدم اللجوء لكلمات مرور سهلة، يمكن توقعها، ويؤكدون على ضرورة استخدام مزيج من الأرقام والحروف، وألا يقل طول الكلمة عن ثمانية حروف!! كذلك، ينصحون باستخدام كلمات لا معنى لها، كذلك يحذرون من استخدام تاريخ الميلاد أو اسم الولد الأول أو الابنة المفضلة، وأما من يستخدم اسمه أو كلمات مرور قصيرة، أو يرسلها عبر رسالة بريد إلكتروني، فلا يلومن إلا نفسه!
يمكنك دائما أن تستخدم الأرقام لتكون بمعنى الحروف،
فمثلا رقم 3 قد يعني حرف العين، ورقم 7 قد يمثل حرف الحاء، ويمكنك أن تزيد من غموض كلمة المرور، فتضغط على زر العالي Shift مع استخدام الأرقام لتستخدم فعليا الرموز مثل # و &، الأمر الذي يزيد من صعوبة التوصل إلى كلمة المرور. ولضمان عدم نسيان تلك الكلمات، يمكنك أن تكتبها كلها في ورقة وتحفظها في مكان آمن، ولمزيد من السرية، يمكنك أن تضيف (أو تحذف) حرفا أو حرفين لكل كلمات المرور، حتى إذا عثر عليها عدو لم تفده بشيء.
هناك كذلك مواقع وبرامج تحفظ كلمات المرور بشكل مشفر،
وهنا يكفي أن تحفظ كلمة مرور واحدة معقدة ومركبة، لتدخل فتحصل على كل كلمات المرور التي تستخدمها، لكن على الجهة الأخرى، وكما الحال مع كل وسيلة حفظ عدا الذاكرة، إذا نسيت كلمة المرور أو حصل عليها غيرك، فستخسر كل شيء.
في هذا السياق، نؤكد للقارئ أنك لا تجد شركة أو مؤسسة أو جهة تحترم عملاءها، تطلب منهم أن يرسلوا لها كلمة المرور، ولذا، ثق تماما بأن من حقك ألا تشارك أي كائن حي بكلمة المرور، ولو كان الصديق القريب، فأنت لا تستطيع أن تثق بالوسيلة التي سترسل بها كلمة المرور الخاصة بك. كلمات المرور الخاصة بك هي ممتلكات فكرية خاصة بك، ابقها كذلك!